“بُقْشَةْ” اليكترونية

سيرة في فضاءات الزرقة

1991-2023م

مرحلة الإرهاصات: التحول من طقوس الكتابة اليدوية على الورق إلى الكتابة باستخدام أجهزة الحاسوب التقنية:

تهتم هذه السيرة برصد مسيرتي الكتابية في شقها المتعلق بالاستعانة بالتقنيات الحاسوبية، منذ بدأتُ التحول لاستخدام الأجهزة الحاسوبية في كتابة وطباعة النصوص الشعرية والتحول لأن تصبح الكتابة عبر الأجهزة جزءا من طقوس وآليات الكتابة وصولا إلى توظيف المؤثرات البصرية والسمعية ضمن العمل الشعري، وتحوله من صفة “النص الشعري” إلى نمط الكتلة والمزيج الفني “اللوحة الشعرية”. وهي التجربة التي اصطلح لها النقاد وصف “الشعر المرئي” الذي لا يعتمد فحسب على اللغة والحروف “الألفبائية”([1])، ولا يمكن تلقيها عبر تحويلها للكتب والصفحات الورقية. وإنما يتم تلقيها عبر أجهزة وبرامج وتطبيقات الأجهزة الحاسوبية بمختلف أنواعها وتطورات استخدامها. ولا يشترط لاشتغالها وعرضها وتلقيها ارتباطها بوجود بث شبكة الانترنت، وإن كان وجود الشبكة يسهم في تلقيها ونشرها على نطاق أوسع. وهو فاصل دقيق ومهم ،كما سيتضح لاحقا، بينها وبين تجربة الشعر الرقمي التفاعلي المترابط أو المتشعب.

هذه الرحلة التي أكتب عنها في العام (2022) وبات عمرها الآن يتجاوز ال(30) عاما، بدأت بمرحلة تمهيدية مهمة من التحولات على الصعيدين الفردي والجمعي في التنقل والتحول في آليات الكتابة ووسائط النشر والتلقي بداية من الكتابة بالأقلام اليدوية على الأوراق بخط اليد، فالاستعانة بالآلة الكاتبة، ثم الحواسيب، وصولا إلى لحظتنا الراهنة المتمثلة في مرحلة الانفجار الرقمي والتواصلي الهائل الذي تمخضت عنه منصات التواصل الاجتماعي. وما تخللها من تحولات في طقوس الاشتغال الشعري خاصة والإبداعي الكتابي عامة.

المحاولات الأولى السابقة لمرحلة الشعر المرئي الكتابة بخط اليد (صور لنصوص بخط اليد )

 

أول طباعة لقصائد لي كانت على آلة كاتبة في عام(1408هـ) (1988م) عندما قمت بطباعة مجموعة من القصائد “العمودية الشطرية” في مكتب خدمات الطالب الجامعي، بغرض المشاركة بها في أول أصبوحة شعرية أشارك بها في الجامعة حيث كنت وقتذاك طالبا بالمستوى الثالث بقسم اللغة العربية بجامعة أم القرى عام 1409هـ

[1] للناقد د.أيمن بكر دور مؤثر وحيوي في التنظير لهذه التجربة وتشجيع المضي قدما في الاشتغال عليها، إذ يعد أول من قدم قراءة نقدية عن التجربة. وأول من أطلق عليها صفة الشعر “المرئي”. وهو أيضا من أطلق صفة الشعر “الألفبائي” على النص الشعري، المألوف، للتفريق بين  التجربتين “الشعر المرئي” و”الشعر الألف بائي”.

 

 

المرحلة السابقة الطباعة على الآلة الكاتبة لا تعني أن أجهزة الحاسوب لم تكن موجودة؛ لكنها تعطي مؤشرا بأن الطباعة عبر الحاسوب لم تكن متاحة بشكل شائع، لأن استخدامها كان مقصورا على الأجهزة الحكومية، ومنها القبول والتسجيل بالجامعة، حيث كانت تطبع الجداول وتسجل المقررات عبر أجهزة الحاسوب، إلى جانب استخدامها بالمطابع والصحف. ولم يكن استخدام أجهزة الحاسوب المكتبية للأغراض الشخصية منتشرا. باستثناء انتشار أجهزة “صخر” التي كانت أقرب لأجهزة الألعاب، ويمكن من خلالها التدرب على الطباعة على شاشات صغيرة بدون حفظ للبيانات. قبل أن تظهر نسخة مطورة من جهاز صخر (170AX ) على نحو ما يبدو في الصور التقريبية المرفقة أدناه ([1]).